القاعدة في العراق
ان من يتابع الاخبار على الساحة العراقية عن كثب سيرى جليا التغيرات الميدانية التي طرأت على الوضع الامني في العراق في الاونة الاخيرة والفضل يعود الى الضربات المتلاحقة التي سددتها قوات التحالف في العراق والقوات العراقية الى تنظيم القاعدة ومحاصرة طرق امداد هذا التنظيم بدرجة جعلته من الصعب اعادة تنظيمه في الوقت الراهن ولكن التفاؤل الذي ينتاب الكثير بعد هذه الانجازات لا يلغي تماما فكرة عودة التنظيمات الاجرامية الى الساحة مجددا حيث ان هذه التنظيمات لم يقضى عليها مئة بالمئة ولازالت تحاول بشتى الطرق الى استجماع قواها والعودة للتأثير على الاوضاع وهنا تبرز فاعلية الفرد العراقي في منع هذه العودة اذا ما اراد ان يحافظ على المكاسب الامنية التي تحققت فأخبار الناس عن التحركات المشبوهة ومنع ايواء المجرمين ومساعدة القوات الامنية في أداء مهامها كل هذه الامور تقلل من احتمالية عودة النشاط الارهابي الى البلد وخاصة بعد ان ذاق الشارع العراقي الويلات من هذه المجاميع التخريبية .
ان تنظيم القاعدة في العراق بات غير مرغوب فيه ومرفوض من العراقيين وذلك لما قام به هذا التنظيم من عمليات قتل عشوائية لكل ما هو مخالف لمعتقداته واّرائه غير مبالي برغبة العراقيين وطموحاتهم على المستوى القريب والبعيد والرهان هنا بيد الشعب العراقي هل سيقبل بعودة الرعب الى الشارع من جديد؟ ان القاعدة لجأت الى اماكن خارج العراق بحثا عن الملاذات الامنة التي لم تعد تتوفر لها في العراق بعد ان كان العراق التربة الخصبة التي زرع فيها تنظيم القاعدة افكاره الهدامة والتي تشربها العراقيون دون دراسة موضوعية ولكن بعاطفة من خلال العزف على وتر الطائفية الذي حاول تنظيم القادة اللعب عليه في المجتمع العراقي ولكن العراقيين أدركوا ان هذه النغمة لا تفي بالوعود الحالمة التي تمناها الشعب وخاصة بعد المراحل القاسية التي مرت عليهم لذلك سيكون على العراقيين مهمة الحفاظ على امنهم اذا ارادوا ايقاف عجلة الحروب والويلات وان لا يقعوا في نفس المستنقع مرتين
No comments:
Post a Comment